البخل- مُرّ الحياة وحرمان من متعها
المؤلف: ريهام زامكه10.28.2025

كثرت الأقاويل حول مساوئ البخل وشنائعه، فقيل قديمًا: (إذا كان الأكل زيتون، فمن أين يأتي الشبع المنشود؟).
لا ريب أن البخل خصلة مشينة، والبخلاء أفراد ممقوتون، يجنون على ذواتهم قبل أن يلحقوا الضرر بغيرهم، فالمرء البخيل قد يحوز ثروات هائلة، لكنه يضنّ حتى بدفع ثمن قدح قهوة!
عندما تصادف شخصًا يتقن فن المساومة على توافه الأمور، ويغرق في تفاصيل فواتير المطاعم، يفحصها ويدقق فيها كما لو أنها دراسة معمقة لمشروع استثماري ضخم، فتيقّن بلا أدنى شك أنه بخيل مُفرط.
وإذا خامرك الفضول لسؤاله عن دافعه وراء التدقيق المبالغ فيه في أبسط الأشياء، ستكون إجابته حاضرة: ولمَ الإسراف والتبذير؟!
لأنه في قرارة نفسه يتلذذ برؤية أرصدته تتضخم وتزداد، ويتجنب كل سبيل للمتعة والترفيه في سبيل تحقيق ذلك!
يعيش البخيل في دوامة من القلق الدائم، فهو لا يؤمن إطلاقًا بالمقولة الرائجة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»، بل على النقيض تمامًا، هو متشبث بمبدأ «خبئ قرشك الأبيض ليومك الأسود»، لكنه يدعو الله دومًا ألا يحل به «يوم أسود» أبدًا.
وعلى كل حال؛ من كان على رأسه ريشة (فليتحسسها)، ومن مرّ من هنا قاصدًا أو عن طريق الصدفة، وكانت تلك الصفة البغيضة متأصلة فيه، فليراجع حساباته جيدًا، فقد لا يروق لكم مقالي هذا يا أيها البخلاء، ولكن اعتبروني ناصحة أمينة أو حكيمة متجردة، فالحياة قصيرة، وكل شخص بخيل (ممسك بماله) هو بلا شك إنسان محروم من ملذات الحياة وبهجتها، على الرغم من أن الحياة تدور من حوله بكل ما فيها من نعم.
فإذا حرمت نفسك يا (صديقي البخيل) وعشت عيشة (الفقراء) والله قد أنعم عليك، ففي نهاية المطاف سوف (تموت) وحيدًا لا محالة، ولن يصطحب أحد حساباتك البنكية وأموالك معك إلى القبر!
وبمناسبة الحديث عن البخل والبخلاء؛ يُحكى أن رجلًا بخيلًا ذهب إلى الطبيب يشكو علة ألمت به ويطلب الدواء الذي يشفيه ويزيل وجعه.
وكان ذلك الطبيب يتقاضى أجورًا متفاوتة، ففي الزيارة الأولى للمريض يطلب منه ثلاثة دراهم، وفي الزيارة الثانية يطلب درهمين، أما في الزيارة الثالثة فيكتفي بدرهم واحد.
فلما حان دور المريض البخيل، دخل على الطبيب وقال له: «يا طبيب، لقد زرتك مرتين سابقتين، ولكني لم أتعافَ بعد، فاكشف عليّ واكتب لي الدواء لعل الله يكتب لي الشفاء على يديك، وهاك أجرك درهم واحد عن الزيارة الثالثة».
لكن حيلة البخيل لم تنطلِ على الطبيب الفطن، فكشف عليه ثم كتب له الوصفة التالية: «يُعاد استخدام الدواء السابق للمرة الثالثة»!
وعلى العموم؛ وبما أنني لست بخيلة والحمد لله، أتمنى من صديقتي العزيزة (أم شوشة) أن تقرأ مقالي هذا بتأنٍ وتفهمه جيدًا وتستوعب مغزاه، وتتذكر فقط قيمة الفاتورة الباهظة التي (دفعتها) وحدي في ذلك المطعم الفاخر يوم أن (زل لساني) ووعدتها قائلًا: سأعزمك الليلة على العشاء الفاخر!
وقبل أن أختم حديثي؛ وبما أن البخل يُذكر بالبخل، سأل رجل بخيل زوجته: ماذا تريدين هدية بمناسبة عيد ميلادك؟ هل تريدين مبلغًا من المال أم أعطيك هاتفي الجديد؟
فحدثت نفسها قائلة:
هذا بخيل ومن المؤكد أنه لن يعطيني مبلغًا يستحق الذكر، فقالت له:
أريد هاتفك الجديد.
فقال لها: سجلي عندك الرقم: صفر خمسة صفر ..... !
لا ريب أن البخل خصلة مشينة، والبخلاء أفراد ممقوتون، يجنون على ذواتهم قبل أن يلحقوا الضرر بغيرهم، فالمرء البخيل قد يحوز ثروات هائلة، لكنه يضنّ حتى بدفع ثمن قدح قهوة!
عندما تصادف شخصًا يتقن فن المساومة على توافه الأمور، ويغرق في تفاصيل فواتير المطاعم، يفحصها ويدقق فيها كما لو أنها دراسة معمقة لمشروع استثماري ضخم، فتيقّن بلا أدنى شك أنه بخيل مُفرط.
وإذا خامرك الفضول لسؤاله عن دافعه وراء التدقيق المبالغ فيه في أبسط الأشياء، ستكون إجابته حاضرة: ولمَ الإسراف والتبذير؟!
لأنه في قرارة نفسه يتلذذ برؤية أرصدته تتضخم وتزداد، ويتجنب كل سبيل للمتعة والترفيه في سبيل تحقيق ذلك!
يعيش البخيل في دوامة من القلق الدائم، فهو لا يؤمن إطلاقًا بالمقولة الرائجة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»، بل على النقيض تمامًا، هو متشبث بمبدأ «خبئ قرشك الأبيض ليومك الأسود»، لكنه يدعو الله دومًا ألا يحل به «يوم أسود» أبدًا.
وعلى كل حال؛ من كان على رأسه ريشة (فليتحسسها)، ومن مرّ من هنا قاصدًا أو عن طريق الصدفة، وكانت تلك الصفة البغيضة متأصلة فيه، فليراجع حساباته جيدًا، فقد لا يروق لكم مقالي هذا يا أيها البخلاء، ولكن اعتبروني ناصحة أمينة أو حكيمة متجردة، فالحياة قصيرة، وكل شخص بخيل (ممسك بماله) هو بلا شك إنسان محروم من ملذات الحياة وبهجتها، على الرغم من أن الحياة تدور من حوله بكل ما فيها من نعم.
فإذا حرمت نفسك يا (صديقي البخيل) وعشت عيشة (الفقراء) والله قد أنعم عليك، ففي نهاية المطاف سوف (تموت) وحيدًا لا محالة، ولن يصطحب أحد حساباتك البنكية وأموالك معك إلى القبر!
وبمناسبة الحديث عن البخل والبخلاء؛ يُحكى أن رجلًا بخيلًا ذهب إلى الطبيب يشكو علة ألمت به ويطلب الدواء الذي يشفيه ويزيل وجعه.
وكان ذلك الطبيب يتقاضى أجورًا متفاوتة، ففي الزيارة الأولى للمريض يطلب منه ثلاثة دراهم، وفي الزيارة الثانية يطلب درهمين، أما في الزيارة الثالثة فيكتفي بدرهم واحد.
فلما حان دور المريض البخيل، دخل على الطبيب وقال له: «يا طبيب، لقد زرتك مرتين سابقتين، ولكني لم أتعافَ بعد، فاكشف عليّ واكتب لي الدواء لعل الله يكتب لي الشفاء على يديك، وهاك أجرك درهم واحد عن الزيارة الثالثة».
لكن حيلة البخيل لم تنطلِ على الطبيب الفطن، فكشف عليه ثم كتب له الوصفة التالية: «يُعاد استخدام الدواء السابق للمرة الثالثة»!
وعلى العموم؛ وبما أنني لست بخيلة والحمد لله، أتمنى من صديقتي العزيزة (أم شوشة) أن تقرأ مقالي هذا بتأنٍ وتفهمه جيدًا وتستوعب مغزاه، وتتذكر فقط قيمة الفاتورة الباهظة التي (دفعتها) وحدي في ذلك المطعم الفاخر يوم أن (زل لساني) ووعدتها قائلًا: سأعزمك الليلة على العشاء الفاخر!
وقبل أن أختم حديثي؛ وبما أن البخل يُذكر بالبخل، سأل رجل بخيل زوجته: ماذا تريدين هدية بمناسبة عيد ميلادك؟ هل تريدين مبلغًا من المال أم أعطيك هاتفي الجديد؟
فحدثت نفسها قائلة:
هذا بخيل ومن المؤكد أنه لن يعطيني مبلغًا يستحق الذكر، فقالت له:
أريد هاتفك الجديد.
فقال لها: سجلي عندك الرقم: صفر خمسة صفر ..... !
